من يتحمل المسؤولية ؟؟؟؟؟

مـن يـتـحـمـل الـمـسـؤولـيـة؟ |

لم نجد بداً من العودة للحديث عما يجري داخل المشهد الإعلامي والدرامي السوري من حراك عواقبه ليست محمودة وخاصة أن المسألة لم تعد محصورة بالدراما التركية وتأثيراتها السلبية على هذا المشهد فالأخبار تؤكد أن نيّات المنتجين العرب تتجه صوب الهند وماليزيا والصين واسبانيا ولا ندري أين تحط رحالها بعد ذلك، وكأن استيراد الدراما الغريبة أصبحت موضة ومجال سباق بين هؤلاء المنتجين، غير عابئين بمستقبل الدراما العربية والسورية على وجه التحديد، والتي قد تجد نفسها خارج القوس وفي فترة زمنية ليست بالطويلة.
إن هؤلاء ورغم كل الآراء التي يسوقونها دفاعاً عن مواقفهم، - والتي تبدو أحياناً مقنعة في ظاهرها- يسيرون في دروب لا يعرفون نهاياتها، أو هم لا يريدون ذلك.
إن ما يجري من (تخبيص) وفوضى في المشهد الدرامي العربي مقلق ومحزن وخاصة أنه لا يستند إلى رؤى استراتيجيه واضحة وجلية، فالأولى بهؤلاء البحث عن مجالات يسوقوّن من خلالها الدراما العربية وبالتالي يصدرون ثقافة ويعززون صورة أو يغيرون هذه الصورة في زمن باتت (معاركه) إعلامية بالدرجة الأولى.
بتنا نفتقد للمنتج الذي يسعى للربح ويسعى أيضاً لخدمة قضايا عامة ويسعى لخدمة الثقافة العربية.
إن بناء بيت يحتاج لسنوات طويلة من الجهد ولكن هدمه قد لا يتحمل أكثر من لحظات، فالدراما السورية التي بنيت على مدى عقود تحمّل فيها المبدع السوري ما تحمل من ظروف صعبة وشاقة ثم يأتي بعض المنتجين فيحاولون نسف دعائمها لكي تتهدم على من بقي فيها.
من يتحمل مسؤولية ما يجري، وهل من المجدي فعلاً رفع الضريبة على المنتج الذي يستورد هذه الدراما، وهل من المجدي ممارسة ضغوط على الممثل السوري لكي ينصرف عن دبلجة هذه الأعمال.
لقد انطلق المارد من القمقم وأعتقد أن إرجاعه ليس بالعمل السهل، وقد يتطلب سنوات أخرى.
يجب أن تتحرك كل المؤسسات المعنية لحماية الدراما السورية ويجب أن تعرف هذه المؤسسات أن انخفاض سقف الإنتاج فيها يستدعي تدخلاً من نوع ما.