.....التــــحــــــــــجُّــــــــــر الـــــفـــــــكــــــــــــري........

الله الذي خلقنا أودع فينا الاختلاف فنحن مختلفون من حيث التنشئة الاجتماعية التي تلقّيناها

والبيئة التي نعيش فيها و الميول التي تسيّرنا و القدرات العقلية التي نتمتع بها...و هذا فيه حكمة بالغة

من الله سبحانه و تعالى.

بيد أن الكثير من الناس يُبدون في حواراتهم و نقاشاتهم تشبُّتا أعمى بأفكارهم و لا يتنازلون عنها

مهما كان و لو ثبت لهم خطؤها اعتقادا منهم أن في التنازل لإحقاق الحق ضعف و انتقاص من شخصيتهم

و أنا هنا لا أتكلم عن الأمور الدينية الثابتة بنص شرعي سواء من الكتاب المقدّس أو السنة الغرّاء أو

الاجماع فهي مبادئ لا نقاش فيها الحكم فيها لله العليم الخبير.بل أتحدث عن الأمور الدنيوية التي

يتاح لنا فيها النقاش.فتجد الكثير يتشبت بأفكار عفا عنها الزمان و كأنه المالك الوحيد للمعرفة الحقة

و يحرم نفسه من الاستفادة من أفكار الغير و آرائهم.

إن المرونة في النقاشات و قبول الاختلاف بين الناس هوالطريق الصحيح لبناء الديموقراطية.

أليس الاستبداد بالرأي و غياب الشورى الحقيقية هما اللذان جعلانا نتقهقر إلى أسفل الترتيب في

مصفّ الدول ؟